تكذيب القوم لهم كان متيقنًا، وأجيب: بأن تكذيب أتباعهم من المؤمنين كان مظنونًا والمتيقن هو تكذيب الذين لم يؤمنوا أصلًا. فقيل: فما وجه كلام ابن عباس؟! قيل: وجهه أنه ليس المراد بالكذب حقيقته بأن يظنوا أنهم كذبوا بما أوحي إليهم من قبل الله بل لما تطاول البلاء وأبطأ إنجاز الوعد. توهموا أن ما أوحي إليهم كان غلطًا منهم فالمراد بالكذب: الغلط كما في قوله: كذبتك نفسك.
(باب: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}) أي: محل زرعكم: المني المتولد منه الولد {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ} أي: محله وهو القبل ({أَنَّى شِئْتُمْ}) أي: من أي جهة شئتم من أمامهن أو خلفهن، نزل ذلك ردًّا لقول اليهود: من أتى امرأة في قبلها من جهة دبرها جاء الولد أحول ({وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ}) ساقط من نسخة أي: قدموا لها بالعمل الصالح كالتسمية عند الجماع.