(باب: قول الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ}) أي: ليقوم الله به أمر دينهم بالحج إليه ودنياهم بأمن داخله وعدم التعرض له. ({وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ}) المراد: الأشهر الحرم. {ذَلِكَ} أي: الجعل المذكور. ({لِتَعْلَمُوا}) إلى آخره بأن شرع الأحكام؛ لدفع المضار وجلب المنافع قبل وقوعها دليل على كمال علمه تعالى. ({وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}) تعميم بعد تخصيص.
(ذو السويقتين من الحبشة)(من) للتبعيض، والساق: مؤنثة؛ فلذلك أتى في تصغيره بتاء التأنيث، وإنّما صغر؛ لأن في سيقان الحبشة دقة، والمراد: يخربها ضعيف من هذه الطائفة ولا ينافي هذا قوله تعالى: ({حَرَمًا آمِنًا})[لأن الأمن إلى قرب القيامة وخراب الدنيا وحينيذ يأتي ذو السويقتين، قيل: وتخريب الكعبة [يكون](١) في زمن عيسى -عليه السّلام-، وقيل: بعد موته، وهو الصّحيح.