للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦ - باب {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: ١٩] الآيَةَ.

وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لَا تَعْضُلُوهُنَّ} [النساء: ١٩]: "لَا تَقْهَرُوهُنَّ"، {حُوبًا} [النساء: ٢]: "إِثْمًا"، {تَعُولُوا} [النساء: ٣]: "تَمِيلُوا"، {نِحْلَةً} [النساء: ٤]: "النِّحْلَةُ المَهْرُ". (باب) ساقط من نسخة. {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} أي: بيان ما جاء في ذلك: ({وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}) أي (لا تقهروهن) وفي نسخة: "لا تنهروهن". ({حوبا}) أي: (إنّما) ({تَعُولوا}) أي: (تميلوا) وقال الشافعي: أي: يكثر عيالكم (١)، وقال غيره: أي: تجوروا (٢) والكل صحيح؛ لأن عال يأتي لازمًا ومتعديًا وكل منهما يكون تارة من ذوات الياء بمعنى: أكثر، وتارة من ذوات الواو بمعنى: مال وجار فسقط ما رد به قول الشافعي من أن عال بمعنى: أكثر عياله يائي وبمعنى: مال وجار واوي.


(١) انظر: "السنن" للبيهقي ٧/ ٤٦٦، وقال الزمخشري في "الكشاف" ١/ ٤١٠ - ٤١١: والذي يحكي عن الشافعي -رحمه الله- أنه فسَّر {ألا تعولوا} ألا تكثر عيالكم؛ فوجهه أن يجعل من قولك: عال الرجل عياله يعولهم كقولهم: مانهم يمونهم إذا أنفق عليهم؛ لأن من أكثر عياله لزَمَه أن يعولهم، وفي ذلك ما يصعب عليه المحافظة على حدود الورع وكسب الحلال والرزق الطيب، وكلامُ مثله من أعلام العلم وأئمة الشرع، حقيق بالحمل على الصحة والسداد وألا يظن به تحرف تعيلوا إلى تعولوا فقد روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا تظنَّنَّ بكلمة خرجت من في أخيك سوءا وأنت تجدُ لها في الخير محملا وكفى بكتابنا المترجم بكتاب "شافي العِيِّ من كلام الشافعي" شاهدا بأنه كان أعلى كعبًا وأطول باعا في علم كلام العرب من أن يخفى عليه مثلُ هذا، ولكن للعلماء طرقا وأساليب، فسلك في تفسير هذه الكلمة طريقة الكنايات.
(٢) أثر ذلك عن أبي مالك. رواه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٥٨٢ (٨٥٠٤ - ٨٥٠٥).
وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٣/ ٨٦٠ (٤٧٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>