(السفرُ قطعة من العذاب) لا يعارضه خبر: "سافروا تغنموا" إذ لا يلزم من المغنم بالسفر أنْ لا يكونَ قطعةً من العذابِ؛ لما فيه من المشقة. (يمنع) أي: السفر. (أحدكم طعامه. . إلخ) الجملةُ استئنافٌ بيانيٌّ لمقدرٍ تقديره: لمَّا كان السفرُ قطعة من العذابِ، فقال لأنه يمنع إلى آخره والمرادُ بمنعه المذكورات منعُ كمالها أي: لذتها، أو منعه إياها في الوقت الذي يريده، لاشتغاله بالسير. (نهمتُه) أي: رغبتُه وحا جته. (فليعجِّل) أي: الرجوع.
(بابُ: المسافرِ إذا جدَّ به السيرُ) أي: أسرع فيه يقالُ: جدَّ يجدُّ، بضم الجيم وكسرها؛ إذا اجتهد. (يُعجِّل إلى أهِله) بضم الياء وتشديد الجيم مكسورة، وفي نسخة:"تَعجَّل" بفتح الفوقية وتشديد الجيم مفتوحة، وهي على النسختين: جوابُ (إذا) وفي أخرى: "وتعجل" بالواو وفتح الفوقية عطفٌ على (جدَّ) وجوابُ، (إذا) محذوفٌ أي: ماذا يصنعُ، ومرَّ شرحُ الحديث في أبواب: تقصيرِ الصلاة، في باب: يصلي المغربَ ثلاثًا في السفر (١).
(١) سبق برقم (١٠٩١) كتاب: تقصير الصلاة، باب: يصلي المغرب ثلاثًا في السفر.