من التطوع لا يكون إلا واجبًا والقول هنا: بأن الناسخ لآية الفدية قوله تعالى: ({وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}[البقرة: ١٨٤]) قول من روى عنه ابن نمير، والقول بأن الناسخ لها:({فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ})[البقرة: ١٨٥]، قول ابن عمرو سلمة بن الأكوع، ولا منافاة بينهما؛ لجواز اجتماعهما على النسخ.
(قرأ {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}[البقرة: ١٨٤] بتنوين فدية ورفع طعام وجمع مساكين وفتح نونه وهذه قراءة هشام عن ابن عامر، وفي نسخة:" {مِسْكِينٍ} " بالتوحيد وكسر النون منونة وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وعاصم، وحمزة والكسائي، وقرأ نافع، وأبو جعفر، وابن ذكوان ومن تبعهم {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}[البقرة: ١٨٤] بإضافة فدية وجر طعام وجمع مساكين. (قال) أي: ابن عمر. (هي) أي: الفدية. (منسوخة) هذا تقدم، فهو تكرار، وقد بينا الكلام على النسخ، وعدمه في شرح "الروض" وغيره (١).