(فما تعارف منها) إلى آخره تعارفها موافقة صفاتها التي خلقها اللَّه عليه وتناسبها في أخلاقها وتنافرها عدم ذلك، وقيل: إنها خلقت مجتمعة ثم فرقت في أجسادها، فمن وافق لصيقه ألفه ومن باعده نافره، وفي ذلك دليل على أن الأرواح ليست بأعراض؛ لأنها كانت موجودة قبل الأجساد وتبقى بعد فنائها، وأيد ذلك بأن "أرواح الشهداء في حواصل طير خضر"(١).
(باب: قول اللَّه عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}) هو نوح بن لمك بفتح اللام وسكون الميم، وقيل: بفتحهما، وقيل: ابن لامك
(١) رواه مسلم (١٨٨٧) كتاب: الإمارة، باب: بيان أن أرواح الشهداء في الجنة، والترمذي (٣٠١١) كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة آل عمران، والدارمي في "السنن" ٢/ ١٤٣ (٢٤٠٧).