للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البخاري بلفظ: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذا العشر" (١) وكذا رواه جمع منهم أبو داود الطيالسي، والدرامي، وابن ماجه (٢)؛ بهذا ظهر أن المراد بالأيام في حديث الباب: أيام عشر ذي الحجة، لكنه استشكل على ترجمة البخاري بأيام التشريق، وأجيب: بأن الشيء يشرف بمجاورته للشريف وأيام التشريق تلي أيام العشر، وقد ثبت بذلك فضل أيام العشر فثبت به فضل أيام التشريق، وبأن عشر ذي الحجة إنما شرف؛ لوقوع أعمال الحج فيه، وبقية أعمال الحج تقع في أيام التشريق، فصارت مشتركة معها في أصل الفضل، وأنت خبير بأن الجواب بذلك إنما يقتضي إلحاق أيام التشريق بأيام العشر في الفضل، لكن الترجمة تقتضي تفضيل أيام التشريق على أيام العشر، والمنقول يقتضي العكس، وعليه: فإذا كان العمل في أيام العشر أفضل منه في أيام غيره، لزم منه أن تكون أيام العشر أفضل من غيرها من أيام السنة وأيد ذلك بما رواه البزار وغيره مرفوعًا: "أفضل الدينا أيام العشر" وبأن أيام العشر تشتمل على يوم عرفة، وقد روي أنه أفضل أيام الدنيا.

والأيام يتبعها الليالي، وزعم بعضهم: أن ليالي عشر رمضان أفضل من ليالي العشر؛ لاشتمالها على ليلة القدر، واستبعده الحافظ


(١) "مسند الطيالسي" ١/ ٣٤٢ ورواه الدارمي ٢/ ١٩ (١٧٧٣) كتاب: الصوم، باب: في فضل العمل في العشر، وابن ماجه (١٧٢٨)، كتاب: بالصيام، باب: صيام العشر. والبيهقي ٤/ ٢٨٤ كتاب: الصيام، باب: العمل الصالح في العشر.
(٢) "الفتح" ٢/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>