ثالثها: برفع المضارع في قوله: "تسمعُ" بعد حذف (أن)، وقد جاءت هذه الرواية على الأصل في حذف الحرف المصدري مع زوال عمله. وقد اختلفت كلمة العلماء في توجيهها، فذهب أكثرهم إلى أن الحرف المصدري مقدر لسبك الفعل بالمصدر حتى يقع المبتدأ؛ لأن المبتدأ لا يكون إلا اسمًا، وذهب قوم إلى أن الفعل إذا أريد به مجرد الحدث صح أن يسند إليه ويضاف إليه، ولا حاجة عند هؤلاء إلى تقدير الحرف المصدري، ويكون من باب استعمال اللفظ في جزء معناه، لأن الفعل يدل على الحدث الذي هو مدلول المصدر وعلى الزمان، وقد جرد ها هنا من الدلالة على الزمان واقتصر فيه على الجزء الأول. انظر: "مجمع الأمثال" للميداني ١/ ٢٧٧ (٦٥٥). "عدة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك" ١/ ١٨٥. (١) هكذا هي في (أ)، (م).