(باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -) يعذب الميت ببعض بكاء أهله، أي: ببكائهم المقترن بالنوح ونحوه، وإليه الإشارة بقوله:(ببعض)، وبقوله:(إذا كان النوح من سنته)، أي: الميت، أي: من طريقته وعادته. (لقول اللَّه تعالى ({قُوا أَنْفُسَكُمْ}) أي: بترك المعاصي الشاملة للنوح ونحوه. ({وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}) أي: بنصحهم وتأديبهم، وتعريفهم أن النوح ونحوه حرام، فمن علم أن لأهله عادة بفعل شيء من ذلك ولم ينههم عنه، فلم يقهم ولا نفسه من النار.
(ومسئول عن رعيته) أي: عن فعلهم، فإذا فعلوا منكرًا من نوح أو غيره ولم ينههم عنه، فهو مسئول عن ذلك. (فأما إذا لم يكن) أي: النوح.
(من سنته) بأن لم يشعر بأن رعيته يفعلونه، أو نهاهم عنه فلم ينتهوا (فهو كما قالت عائشة) أي: كما استدلت بقوله تعالى: ({وَلَا تَزِرُ}) أي: تحمل.
({وَازِرَةٌ}) أي: نفس آثمة. ({وزْرَ أُخْرَى} أي: إثم نفس أخرى. (وهو) أي: ما استدلت به عائشة، كقوله تعالى:({وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ}) زاد في نسخة: "ذنوبًا" وليست من القرآن. ({إِلَى حِمْلِهَا}) أي: من الوزر. ({لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ}) وأما قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}[العنكبوت: ١٣] فهو في الضالين لأنفسهم، المضلين لغيرهم؛ لأنهم يحملون أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم؛ لأن كلًّا