وفي قوله:{كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ}[المعارج: ٤٣]، بالإيفاض الّذي هو مصدر أوفض يوفض إيفاضًا معناه: الإسراع، فمعنى {يُوفِضُونَ}: يسرعون، وقرأ الأعمش وفاقًا للقراء إلا ابن عامر وحفصًا ({إِلَى نُصُبٍ}) بفتح النون، وسكون الصاد، وفي نسخةٍ: بضم النون، وسكون الصاد، وزاد في أخرى:"يوفضون" ثمّ فسر ({إِلَى نُصُبٍ}) بقوله: (إلى شيء منصوب يستبقون إليه)، أي: إلى علم نصبوه؛ ليعبدوه حال كون كلٍ منهم طالبًا أن يسلمه أولًا، والنصب بضم النون وسكون الصاد، وفي نسخةٍ: بضمها، وهو قراءة ابن عامر وحفص.
(واحد) أي: مفرد، كما يكون جمعًا، وإن كان الوزن واحدًا، كما في قفل، و (النصب) بالفتح فالسكون مصدر، يقال: نصبت الشيء نصبًا أقمته، وقال في قوله تعالى:{يَوْمُ الْخُرُوجِ} في قوله: {ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} معناه: يوم الخروج (من قبورهم)، وفي قوله تعالى:{يَنْسِلُونَ}[الأنبياء: ٩٦]، في قوله:{وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}[الأنبياء: ٩٦]، معناه:(يخرجون)، أي: بسرعة.