للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برزخ بين الجنَّة والنار؛ لأنهم لم يعملوا حسنات يدخلون بها الجنَّة، ولا سيئات يدخلون بها النّار، والصّحيح المختار: ما عليه المحققون، كما قال النووي: إنهم في الجنَّة، لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: ١٥]، وإذا لم يعذب العاقل؛ لكونه لم تبلغه الدّعوة، فكان لا يعذب غير العاقل من باب أولى، وجواب خبر (الله أعلم) بما كانوا عاملين أنه ليس فيه تصريح أنهم ليسوا في غير الجنَّة (١)، وأما خبر الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ولدان المسلمين، قال: "في الجنَّة"، وعن أولاد المشركين، قال: "في النار" (٢) فضعيف، ومرَّ شرح الحديث في باب:


(١) "صحيح مسلم بشرح النووي" ١٦/ ٢٠٧ - ٢٠٨.
(٢) "مسند أحمد" ٦/ ٢٠٨. عن طريق وكيع عن أبي عقيل. يحيى بن المتوكل عن بُهيه وهو ضعيف لضعف أبي عقيل يحيى بن المتوكل، ولجهالة بُهيَّة: وهي مولاة عائشة، فقد انفرد بالرواية عنها أبو عقيل.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" ٣/ ١٥٣ (١٦٨٥).
وابن عدي في "الكامل" ٩/ ٣٩ - ٤٣. وابن الجوزي في "العلل المتناهية" ٢/ ٤٤١ (١٥٤١). من طرق عن أبي عقيل بهذا الإسناد.
وقال ابن عدي: هذه الأحاديث لأبي عقيل عن بُهيَّة عن عائشة غير محفوظة، ولا يروي عن بُهيَّة غير أبي عقيل هذا.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد، بن حنبل: يحيى بن المتوكل يروي من بُهيَّة أحاديث منكرة، وهو واهي الحديث.
وذكره الهيثمي في "المجمع" ٧/ ٢١٧، وقال: رواه أحمد وفيه: أبو عقيل يحيى بن المتوكل، ضعفه جمهور الأئمة، وغيرهم، ويحيى بن معين نقل عنه توثيقه في رواية من ثلاثة.
قلت: ومما يدلُّ على نكارة هذا الحديث، حديث سمرة بن جندب عند =

<<  <  ج: ص:  >  >>