أَخْبَرَنَا ابْن جريج. (قال) أي: ابْن جريج. (أخبرنا) في نسخةٍ: "أخبرني"(عطاء) أي: ابن أبي رباح. (إذ منع ابن هشام) هو إبراهيمُ بنُ هشامٍ بنُ إسماعيل [ابْن هشام بن الوليد المخزومي، وكان أمير مكّة أيّام](١) هشامٍ بنِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، وهو خاله.
(وإذ) مفعول ثان لـ (أخبرني) أي: قال ابن جريج: أخبرني عطاءُ بزمان منعِ ابن هشام في إمرته على الحَجِّ بالناس؛ من قبلِ ابن اخته هشامِ بن عِبد الملك النساءَ الطوافَ مع الرجالِ مع أنَّ غيرهَ يجوِّزه.
(قال: كيف تمنعهن) بلفظ الخطاب، وبلفظ الغيبة، أي: كيف يمنعهن المانعُ؛ وجملةُ:(قال) حالٌ من عطاء أي: أخبرني عطاءُ بزمانِ منعِ ابن هشامٍ النساءَ الطوافَ مع الرجالِ، قائلًا فيه:(كيف يمنعهن وقد طاف نساءُ النَّبيِّ ... إلخ)(قلت): أي: قال ابن جريج: (أبعد الحجابِ؟) أي: أكان طوافُهنَّ معهم بعد نزولِ آية الحجاب؟ وهي:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}[النور: ٣١]. أو {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا}[الأحزاب: ٥٣] وفي نسخةٍ: "بعد الحجابِ" بحذف همزةِ الاستفهام، وهي مرادةٌ. (أو قبل) بالضمِّ، أو بالتنوين. (قال) أي: عطاءٌ.
(إي) بكسر الهمزةِ، وسكون الياءِ حرفُ جوابٍ بمعنى: نعم. بشرط أن يكون بعد استفهام، وقبل قسم بلفظ: لربِّي، أو لعمري، وهنا:(لعمري) بفتح اللام والعين لغة في العُمُرِ بضم العين، واختص بالفتح القسم؛ لخفته فيما أكثر الدورُ على الألسنةِ أي وبقاءِ الله (لقد أدركته) أي: طوافهنَّ معهم. (قلت) أي: قال ابن جريج: قلت لعطاءٍ