(أبو أسامة) هو حماد بن أسامة. (عن أبي بردة) اسمه: عامر كما مرَّ.
(إلى الليل) لا ينافي ما مرَّ من قوله: (إلى نصف النهار) لأن ذاك محمولٌ على من عجز عن الإيمان بالموتِ قبلَ ظهورِ دينٍ آخر، وهذا على من أدرك دينَ الإسلام ولم يؤمن به، وهما قضيتان. (حتى إذا كان حين صلاة العصر) برفع (حين) بـ (كان) على أنها تامة، وبنصبه؛ خبرًا لها على أنها ناقصة، واسمها ضمير يرجع إلى انتهاء عملهم المفهوم من السياق. (فأبوا) أن يعملوا. (وتركوا) أجرهم (واستأجر آخرين .. إلى آخره) نسخ البخاري مختلفة فيه لفظًا متحدة معنى، وقوله:(قالوا لك ما عملنا) أي: ما عملناه تركناه لك، وقوله:(باطل) خبر مبتدأ محذوف، أي: فهو باطل لا نطلب له بدلًا وهو متضمن لتعليل ما قبله، وقوله:(فإن ما بقي من النهار شيء يسير) أي: بالنسبة لما مضى منه، والمراد: ما بقي من الدنيا (واستأجر قومًا) في نسخة: "فاستأجر قومًا". (فذلك مثلهم) أي: مثل المسلمين. (ومَثَلُ ما قبلوا من هذا النور) أي: ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - واستشكل الحديث بأن المفهوم منه: أن أهل الكتابين لم يأخذوا شيئًا، ومما مرَّ أنه أخذوا قيراطًا قيراطًا، وأجيب بأن الآخذين هم الذين ماتوا قبل النسخ، والتاركين للأخذ هم الذين كفروا بالنبي الذي بعد نبيهم، ومرَّ شرح الحديث في باب: من أدرك ركعة من العصر (١).
(١) سلف الحديث برقم (٥٥٨) كتاب: الصلاة، باب: من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب.