للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ البَحْرَيْنِ لَأَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا" فَقَال لِي: احْثُهُ، فَحَثَوْتُ حَثْيَةً فَقَال لِي: عُدَّهَا، فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ خَمْسُ مِائَةٍ، فَأَعْطَانِي أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ.

[انظر: ٢٢٩٦ - مسلم: ٢٣١٤ - فتح ٦/ ٢٦٨]

(احثه) بضم الهمزة والمثلثة وبكسرهما وبهاء السكت. (فحثوت حثية) بالياء وكان القياس أن يقال: حثوة، لكنه أخذ الفعل من لغة، والمصدر من أخرى، فهو من تداخل اللغتين (فأعطاني ألفًا وخمسمائة) في نسخة: "فأعطاني خمسمائة وأعطاني ألفًا وخمسمائة" والجملة ألفان.

٣١٦٥ - وَقَال إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَقَال: "انْثُرُوهُ فِي المَسْجِدِ"، فَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَهُ العَبَّاسُ، فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي إِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا، قَال: "خُذْ"، فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَال: اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ، قَال: "لَا" قَال: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَال: "لَا"، فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ، فَقَال: فَمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ، قَال: "لَا"، قَال: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَال: "لَا"، فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ عَلَى كَاهِلِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَمَا زَال يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا، عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ.

[انظر: ٤٢١ - فتح ٦/ ٢٦٨]

(إبراهيم بن طهمان) بفتح الطاء وسكون الهاء: الخراساني.

(يقلُّه) أي: يحمله. (قال) في نسخة: "فقال". (فلم يرفعه) في نسخة: "فلم يستطع أي: أن يرفعه" (أمر) بهمزة ساكنة على الأصل كنظيره فيما مرَّ له (١)، وفي نسخة: "فمر" بحذفها (فنثر) أي:


(١) سبق برقم (٣١٦٤) كتاب: الجزية والموادعة، باب: ما أقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - من البحرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>