(أو كذبوا) أي: بالتخفيف. (قالت) إلى آخره فهم عروة من ظاهر الكلام أن نسبة الظن بالتكذيب لا تليق في حق الرسل فقالت له عائشة: ليست كما زعمت بل كذبهم قومهم في وعد العذاب، وقال: الزمخشري: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} أي: كذبتهم أنفسهم حين حدثتهم بأنهم ينصرون (١).
(فقلت) قائله: عروة كأنه أشكل عليه قوله: {ظَنُّوا} لأنهم تيقنوا وما ظنوا؛ ولهذا قال:(والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم) فردت عليهم عائشة بقولها: (يا عرية) التصغير فيه تصغير شفقة ومحبة ودلال، وأصله: عريوة واجتمعت فيه الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء.
(لقد استيقنوا بذلك) أي: كما قلت فالظن بمعنى: اليقين كما في قوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إلا إِلَيْهِ}[التوبة: ١١٨]. ثم عاد عروة إليها فقال (قلت فلعلها أو كذبوا) بالتخفيف، والبناء للفاعل، أي: ظنوا أنهم قد كذبوا فيما حدثوا به قومهم فأجابته حيث (قالت: معاذ اللَّه لم تكن الرسل تظن ذلك)، أي: خلف الوعد.
(بربها وأما هذه الآية) الظاهر: أنه من كلام عائشة، وجواب (أما) محذوف، أي: فالمراد من الظانين فيهما كما (قالت) أي: عائشة (هم أتباع الرسل) إلى آخره، وقوله:(حتى إذا استيأست) الرسل.
(قال أبو عبد اللَّه) أي: البخاري.
({اسْتَيْأَسُوا}) وزنه (استفعلوا) وفي نسخة: "افتعلوا" وعليها فالغرض بيان المعنى وأن الطلب ليس مقصودًا ولا بيان الوزن.