فقال ابن عباس: لما بين اللَّه لمحمد - صلى اللَّه عليه وسلم - أمر النبيين ولم يبين أمر موسى - عليه السلام - شكُّوا في نبوته فأنزل اللَّه {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}.
(شنوءة) بفتح المعجمة وضم النون وفتح الهمزة: حي من اليمن. (ربعة) أي: لا طويل ولا قصير وأنثه باعتبار النفس. (من ديماس) بكسر المهملة. وسكون الياء، أي: من سرب، وقيل: من حمام، وقيل: من كن: وهو في غاية الإشراق والنضارة. (وأنا أشبه ولد إبراهيم) أي: وأنا أشبه أولاده به. (ثم أتيت) بالبناء للمفعول. (أخذت الفطرة) أي: الاستقامة، أي: اخترت علامة الإسلام؛ وإنما كان اللبن علامته؛ لأنه سهل طيب نافع للشاربين سليم العافية، وأما الخمر فأنها أم الخبائث جالبة لأنواع الشرور في الحال والمآل، وفيه أن الأمة تابعة له فحيث أصاب الفطرة فهم يكونون عليها وإلى ذلك أشار بقوله:(أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك).