(باب: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} إلى قوله: {وَفَصْلَ الْخِطَابِ}) قوله: {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي: راجع كما ذكره في الباب الآتي، وقوله:{كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} أي: مطيع.
(الفهم في القضاء) أي: فصل الخطاب: هو الفهم في القضاء. {وَلَا تُشْطِطْ} معناه: (لا تسرف) والشطط: مجاوزة الحد. ({وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ}) أي: إلى وسط الطريق.
({إِنَّ هَذَا أَخِي}) أي: في الدين، أو في الخلطة. ({لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}) أي: امرأة كما ذكره بقوله: (ويقال للمرأة: نعجة، ويقال لها أيضًا: شاة) والعرب توري عن النساء بالظباء والشاة والبقر.
({فَقَال أَكْفِلْنِيهَا}) أي: (ضمها) إلى (مثل)({وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}) أي: (ضمها) إليه. {وَعَزَّنِي} أي: (غلبني) أو (صار اعزَّ مني)، ويقال:(أعززته) أي: (جعلته عزيزًا)({فِي الْخِطَابِ}) ثم فسَّر الخطاب بقوله: (يقال: المحاورة) بمهملة، أي: الخطاب (المحاورة) أي: المجاوبة. ({قَال}) أي: داود. {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} قصد به المبالغة في إنكار فعل خليطه وتهجين طمعه. (اختبرناه) تفسير لـ (فتناه) بتخفيف التاء، وفيه قراءة شاذة ذكرها بقوله:(وقرأ عمر: فتَّناه) بتشديد التاء.
({وَخَرَّ رَاكِعًا}) أي: ساجدًا وعبَّر عن السجود بالركوع بجامع الانحناء. ({وَأَنَابَ}) أي: رجع إلى اللَّه بالتوبة؛ لأنه وَدَّ أن يكون له ما لغيره وكان له أمثاله، فقد قيل: إنه اتفق له أن عينه قد وقعت على امرأة رجل فأحبها، فسأله النزول عنها على عادة أهل زمانه، فاستحيا أن يرده، ففعل فتزوجها: وهي أم سليمان، فنبهه اللَّه بقصة الخصمين على ذلك فاستغفر وأناب.