(باب: {وَاذْكُرْ}) في نسخة: "باب قول اللَّه {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا}) لا تكرار في هذا مع قوله قبل باب: ({وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا}) لأن الغرض من البابين مختلف؛ لأن هذا في عيسى وذاك في أخبار أمه.
(نبذناه) أي: في قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} معناه: (ألقيناه) وذكر هذا هنا لمناسبته انتبذت لفظًا وإلا فمعناهما مختلف، إذ معنى نبذناه: ألقيناه كما ذكر، ومعنى انتبذت:(اعتزلت).
[كما أشار إليه بقوله:(اعتزلت) أي: للعبادة، وفي نسخة:"فاعتزلت"] (١)({شَرْقِيًّا}) أي: في قوله تعالى: {مَكَانًا شَرْقِيًّا} معناه: (مما يلي الشرق) أي: من بيت المقدس، أو من دار مريم ({فَأَجَاءَهَا}) وزنه في الأصل أفعلت؛ إذ الأصل أجياء فقلبت حركة الياء إلى الجيم ثم قلبت الياء الفًا. (من جئت) أي: من مزيد جاء لكن حذفت الألف من (جئت) لئلا يلتقي ساكنان وكسرت الجيم لمناسبة الياء الأصلية ولا مانع.
ويقال معنى (أجاءها: ألجأها) أي: (اضطرها) المخاض وهو الطلق. ({تُسَاقِطْ}) بتشديد السين أصله تتساقط فأدغمت التاء الثانية بعد قلبها سينًا في السين معناه: (تسقط) بالبناء للمفعول وبالبناء