للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عشرة. (لا يجيء) بالرفع على الاستئناف، وبالجزم على جواب النهي نحو: لا تدنو من الأسد تسلم أي: أن لا تَدْنُ، وبالنصب: على معنى: لا تسألوه إرادة أن لا يجيء فيه، والا) زائدة وهذا ماشٍ على مذهب الكوفيين (١).

(لنسألنَّه) جواب قسم محذوف. (يا أبا القاسم) في نسخة: "يا با القاسم" بحذف الهمزة تخفيفا. (ما الروح) أي: الروح الحيوانية؛ لأنها المرادة عند الإطلاق، وإلا فالروح جاء في التنزيل على معانٍ أخر: هي القرآن، وجبريل، أو مَلَك غيره، وعيسى، وقد روي أن اليهود قالوا لقريش: إن فسَّر الروح فليس بنبي، ولهذا قال بعضهم: لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه أي: إن لم يفسره، لأنه يدل على نبوته، وهم يكرهونها.

(فلما انجلى عنه) أي: انكشف عنه الكرب الذي كان يغشاه حال الوحى. (فقال) في نسخة: "قال". ({وَيَسْأَلُونَكَ}) في نسخة: " {وَيَسْأَلُونَكَ} " ({مِنْ أَمْرِ رَبِّي}) أي: من وحيه وكلامه، لا من كلام البشر. (وما أوتوا) بصيغة الغائب، في أكثر النسخ، وإن كانت القراءة


(١) نصب المضارع بعد (أنْ) المحذوفة من غير بدل هو مذهب الكوفيين حقًّا: واحتجوا بقراءة أُبي وابن مسعود: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله} ويقول الشاعر:
فلم أَرَ مثلها خُباسة واحد ... ونهنهت نفسي بعدما كدت أفعله
أما البصريون فقالوا إنَّ (أنْ) لا تعمل النصب وهي محذوفة من غير بدل وما جاء من ذلك فشاذ، ودليلهم: أن عوامل الأفعال ضعيفة لا تعمل مع الحذف.

<<  <  ج: ص:  >  >>