للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينافيه قولُ "المحكم": تبع واتَّبع وأتْبع بمعنى؛ لأن اتحاد المعنى بالنظر للمادة، وتفاوته بالنظرِ إلا الصيغة، كنظيره في: وفَّى، وأَوْفى، ووفي (وخرج) حالٌ بتقدير قد (١) (فكان) في نسخةٍ: "وكان". (فدنوت) أي: قربتُ منه؛ لأستأنس به كما في رواية، وزاد فيها "فقال: من هذا؟ " فقلت أبو هريرة (٢).

(فقال ابغني) همزة وصلٍ ثلاثيًّا، أي: اطلب لي، وبهمزة قطعٍ رباعيًّا مزيدًا فيه أي: أعني على الطلب. يقال: أبغيتك الشيء، أي: أعنتك على طلبهِ، وفي نسخةٍ: "ابغ لي". (أحجارًا) في نسخة: "حجارةً" (أستنفض) بالرفع صفةً لـ (أحجارًا) أو بالجزم؛ جوابٌ للأمر، وهو بنون وفاءٍ مكسورةٍ، وضادٍ معجمةٍ من النفض: وهو هزُّ الشيء؛ ليطير غباره، والمراد هنا: أستنظف بها، أي: أنظف نفسي بها من الحدثِ، فكنى به عن الاستجمار. (أو نحوه) بالنصب، أي: أو قال نحو هذا القول كأستنجي أو أستنظف، ففيه: جوازُ الرواية بالمعنى،


(١) اختلف النحاة في وقوع الجملة الفعلية التي فعلها ماضٍ مثبت حالًا بدون (قد) على قولين:
أحدهما: أنه يجوز وقوع الفعل الماضى المثبت حالًا بدون (قد) هذا مذهب الأخفش والكوفيين ما عدا الفراء.
الثاني: أنه يشترط في الجملة الفعلية التي فعلها ماضٍ مثبت الواقعة حالًا اقترانها بـ (قد) ظاهرة، أو مقدرة وهذا مذهب البصريين والفراء.
وقد اختار المصنف القول الثاني فجعل (قد) مقدرة مع الماضي الواقع حالًا. لكن الراجح هو القول الأول. لأن مجيء الماضى حالًا بدون (قد) كثير في لسان العرب، فلا داعي للتأويل والتقدير.
(٢) ذكره ابن حجر في "الفتح" ١/ ٢٥٥ وعزاها للإسماعيلي، وقال: زاد الإسماعيلي "استأنس وأتنحنح" فقال: من هذا؟ فقلت: أبو هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>