للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(باب:) ساقط من نسخة: {مِنْهُ} أي: من الكتاب وهو القرآن. {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} أي: واضحات الدلالة. و (قال مجاهد): هو (الحلال والحرام) أي: آياتهما {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} أي: لا تفهم معانيها كأوائل السور (وقال مجاهد: أي: (يصدق بعضه بعضا) وما فسرت به المحكم والمتشابه يرجع إلى تفسير الأصوليين لهما بقولهم: المحكم هو المشترك بين النص والظاهر، والمتشابه هو المشترك بين المجمل والموؤل (١). ثم شبه مجاهد ما ذكره بثلاث آيات ذكرها بقوله: (كقوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ} إلخ). وموجهًا إلى أن {الْفَاسِقِينَ} أي: الضالين في الأولى. {الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} في الثانية.


(١) اعلم أن القرآن كله محكم بمعنى: إحكام ألفاظه ومعانيه، أي: إتقانها وعدم وجود التناقض والاختلاف فيه. والقرآن كله متشابه بمعنى: أن آياته متشابهة في الكمال والإعجاز والإحكام والنفع والصدق والهداية إلى الخير. وأما كون بعض آياته محكما وبعضها متشابها فالمراد بالمحكم: ما لا يحتمل إلا معنى واحدا، والمتشابه: ما احتمل معنيين فأكثر. واعلم أن أسماء الله تعالى وصفاته من هذا الباب، يمكن معرفة تفسيرها. وهذا هو القول الأول في المحكم والمتشابه. وهناك قول آخر: فقد سلم بعض العلماء أن في القرآن متشابها لا يعلمه أحد من الناس، بل يعلمه الله وحده، فيكون المراد بالمتشابه على هذا: معرفة حقائق بعض الأمور، لا تفسير ألفاظها، فليست آيات صفات الله تعالى متشابهة من حيث فهم معانيها، بل معانيها مفهومة حقًّا، ولكن تكون متشابهة من حيث حقائقهما فإن حقائقها لا يعلمها إلا الله. وهناك قول ثالث وهو مردود، فقد زعم بعض الناس أن تأويل متشابه القرآن الذي لا يعلمه أحد من الناس هو تفسير الألفاظ ثم جعلوا من ذلك صفات الله تعالى. أ. هـ بتصرف.
انظر: "الواضح في أصول الفقه" لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي ١/ ١٦٦ - ١٨٢. و"الفتاوى الكبرى" لابن تيمية ١٣/ ٢٧٢ - ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>