النَّفْخَةِ الآخِرَةِ، {أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: ٢٧] وَأَمَّا قَوْلُهُ: {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣]، {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢]، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الإِخْلاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقَال المُشْرِكُونَ: تَعَالوْا نَقُولُ لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، وَعِنْدَهُ: {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: ١٠٥] الآيَةَ، وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ، وَدَحْوُهَا: أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا المَاءَ وَالمَرْعَى، وَخَلَقَ الجِبَال وَالجِمَال وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {دَحَاهَا} [النازعات: ٣٠]. وَقَوْلُهُ: {خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: ٩]. فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ، {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ٩٦] سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إلا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلَا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ القُرْآنُ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " قَال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ المِنْهَالِ بِهَذَا، وَقَال مُجَاهِدٌ: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [فصلت: ٨]: "مَحْسُوبٍ"، {أَقْوَاتَهَا} [فصلت: ١٠]: "أَرْزَاقَهَا" {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: ١٢]: "مِمَّا أَمَرَ بِهِ"، {نَحِسَاتٍ} [فصلت: ١٦]: "مَشَائِيمَ"، {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} [فصلت: ٢٥]: "قَرَنَّاهُمْ بِهِمْ"، {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ} [فصلت: ٣٠]: "عِنْدَ المَوْتِ"، {اهْتَزَّتْ} [الحج: ٥]: "بِالنَّبَاتِ"، {وَرَبَتْ} [الحج: ٥]: "ارْتَفَعَتْ"، {مِنْ أَكْمَامِهَا} [فصلت: ٤٧]: "حِينَ تَطْلُعُ"، {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصلت: ٥٠]: "أَيْ بِعَمَلِي أَنَا مَحْقُوقٌ بِهَذَا" وَقَال غَيْرُهُ: {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: ١٠]: "قَدَّرَهَا سَوَاءً"، {فَهَدَيْنَاهُمْ} [فصلت: ١٧]: "دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَقَوْلِهِ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute