(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) مقدمة في نسخة على قوله: (سورة اقتربت الساعة)، ومؤخرة عنه في أخرى، وساقطة من أخرى. ({مُسْتَمِرٌّ}) أي: (ذاهب) وقال غيره: أي: دائم. ({مُزْدَجَرٌ}) أي: (متناهي) بكسر الهاء، وفي نسخة: بفتحها أي: نهاية وغاية في الزجر. ({وَازْدُجِرَ}) أي: (استُطير جنونا) من قولهم: ازدجرته الجن وذهبت بُلبِّه أي: بعقله، وفسر غيره: ازدجر فانتهر بالسب وغيره، وفي نسخة: "فاستطير" بفاء.
{وَدُسُرٍ} هي (أضلاع السفينة) وقال غيره: هي ما يشد به الألواح من المسامير وغيرها. ({لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}) بالبناء للمفعول. (جزاء من الله) المعنى: إغراق قوم نوح جزاء وانتصارًا له؛ لأنه نعمة كفروها إذ كل نبي نعمة من الله ورحمة، فمن كان كفر هو نوح وقرئ (كفر) بالبناء للفاعل فمن كفرهم الكافرون، والمعنى: أغرقوا جزاء لهم أي: لكفرهم، وفي كلام البخاري تقديم وتأخير مع حذفٍ، أي: أغرقوا جزاء من الله لمن كان كفر على القراءتين. ({مُحْتَضَرٌ}) أي: (يحضرون الماء) أي: يحضره القوم يومهم، والناقة يومها. ({مُهْطِعِينَ}) من الإهطاع وهو (النسلان) بفتح النون والسين مشية الذئب إذا عنق وفسره هنا بقوله: (الخبب) وهو كالعنق ضرب من العدو وأكده بقوله: (السراع) وبالجملة فقوله: ({مُهْطِعِينَ}) أي: مسرعين، وقيل: ناظرين في ذل وخشوع، والداعي في قوله: مهطعين إلى الداعي هو