أحدهما: أن الفاء لا تحذف إلا في ضرورة أو ندور أو مع قولٍ أغنى عنه المحكيُّ به - فالأول نحو قول الشاعر: فأما الصدور لا صدور لجعفر ... ولكن أعجازًا شديدًا صريرها والثاني نحو قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما بعد، ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله" والثالث نحو قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ} وهذا كله مذهب الجمهور. الثاني: أن الفاء يجوز حذفها في الاختيار، وهذا اختيار ابن مالك ومذهبه، واستشهد عليه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أما بعدما بال رجال .. " وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أما موسى كأني أنظر إليه" وغير ذلك كثير. وظاهر كلام المصنف هو اختيار مذهب ابن مالك ومتابعته إذ أجاز حذف الفاء من جواب أما وقال: وهو جائز. (٢) انظر: "معجم البلدان" ٢/ ٤٨٧.