(باب: الحذر من الغضب) أي: لغير اللَّه، والغضب: غيلان دم القلب؛ لإرادة الانتقام كما مرَّ. ({كَبَائِرَ الْإِثْمِ}) جمع كبيرة: وهي ما يوعد عليه، والفواحش جمع فاحشة: وهي ما يوجب الحد فالعطف من عطف البعض على الكل ({وَإِذَا مَا غَضِبُوا}) أي: من أمور دنياهم، و (ما) زائدة. ({وَالَّذِينَ}) الواو عاطفة على (قول اللَّه) وني نسخة: "وقوله عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ} ". ({وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}) أي: الكافين عن إمضائه مع القدرة، والغيظ: توقد حرارة القلب من الغضب.
ووجه دلالة الآيتين على الترجمة: أن منطوق كل منهما مدح لمن اتصف بما فيها فيكون مفهومها ذما لمن اتصف بضده وعدم كظم الغيظ وعدم العفو مستلزمان للغضب فدلَّ كل منهما على التحذير منه.
(بالصرعة) بضم الصاد وفتح الراء: الذي يكثر من صرع غيره، فهو مبالغة كهمزة ولمزة. (إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) فيه: أن مجاهدة النفس التي هي الجهاد الأكبر أشد من مجاهدة غيرها من الأعداء.