(باب: القصاص يوم القيامة) أي: بيانه مع كيفيته. (وهي) أي: القيامة. (الحقة والحاقة واحد) أي: في المعنى. (والقارعة والغاشية والصاخة) عطف على (الحاقة) الأولى وسميت قارعة؛ لأنها تقرع القلوب بأهوالها، وغاشية؛ لأنها تغشي الناس بإقراعها أي: تعمهم بذلك، وصاخة؛ لأن صخة القيامة مصمة عن أمور الدنيا ومسمعة لأمور الآخرة. (والتغابن) أي: في قوله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}[التغابن: ٩](غبن أهل الجنة أهل النار) أي: لنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء، فـ (التغابن) هنا من طرف واحد لعدم تأتيه من الطرفين كما في سافر.
(الأعمش) هو سليمان. (شقيق) أي: ابن سلمة. (عبد اللَّه) أي: مسعود. (أول ما يقضى بين الناس بالدماء) في نسخة: "في الدماء" وذلك؛ لعظم شأنها، ولا ينافيه خبر أبي داود وغيره:"أول ما يحاسب به يوم القيامة صلاته"(١)؛ لأن ذاك في الحساب وهذا في القضاء.
(١) رواه أبو داود (٨٦٤) كتاب: الصلاة، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "كل صلاة لا يتمها صاحبها تتمُ من تطوعه". والنسائي ١/ ٢٣٣ - ٢٣٤ كتاب: الصلاة، باب: المحاسبة على الصلاة. وأحمد ٤/ ١٠٣، والحاكم ١/ ٢٦٢ - ٢٦٣، وصححه الألباني في: "صحيح أبي داود" وغيره.