(باب قول الله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١)}) أي: شريف عالي الطبقة في الكتب. ({فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}) من وصول الشياطين إليه وقوله ({وَالطُّورِ (١)}) هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى ({وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}) فسره بما بعده ({يَسْطُرُونَ}) أي في سورة ن معناه (يخطون) وإنما ذكره هنا لمناسبة مسطور ({فِي أُمِّ الْكِتَابِ}) معناه: (جملة الكتاب وأصله) برفع أصله عطف على جملة الكتاب ({مَا يَلْفِظُ}) أي: (ما يتكلم) وقوله: ({يُحَرِّفُونَ}) أي (يزيلون وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله) إلخ قال الشمس البرماوي: اعترض بعضهم بهذا فزعم أن في تحريف التوراة والإنجيل خلافًا في أنه في اللفظ والمعنى، أو في المعني فقط ومال إلى الثاني وجوز مطالعتهما وهذا قول باطل فلا خلاف أنهم حرفوا وبدلوا فالاشتغال بكتابتهما ونظرهما ممتنع إجماعًا وقد غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال: "لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي" (١) فلولا أنه معصية ما غضب منه قلت قد سبق في باب: كل يوم هو في
(١) رواه أحمد ٣/ ٣٣٨ والبيهقي في "السنن" ٢/ ١٠ - ١١ كتاب: الصلاة، باب: لا تسمع دلالة مشرك لمن كان أعمى أو غير بصير بالقبلة. وأبو يعلى في "المسند" ٤/ ١٠٢ (٢١٣٥)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١/ ١٧٣ - ١٧٤ وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والزار وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما. وقال ابن حجر بعد أن ساق طرقه: وهذه جميع =