للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

أو للنداء والمنادى محذوف أي: يا محمدٌ. (فيها) أي: في مدة النبوة والدعوة. (جذعًا) بفتح الذال المعجمة، وبالنصب: خبر مقدرة (١) يؤيده قوله بَعْدُ: يا ليتني أكون حيًّا، أو على الحال من ضمير فيها، وخبر ليت: فيها، أو على أن ليت بمعنى أتمنى فتنصب الجزأين (٢) نحو: يا ليت أيَّامَ الصبا رواجعًا (٣)، أو بفعل محذوف أي: جعلت فيها جزعًا، وفي نسخة: "جذع" بالرفع خبر ليت، وفي أخرى: "جذع" بالسكون، والجذع: الصغير من البهائم، واستعير للإنسان أي: يا ليتني كنت شابًّا عند ظهور نبوتك حَتَّى أَقْوى على المبالغة في نصرتك، وإنما


وحبذا، ورُبَّ. فهي في هذه المواضع حرف تنبيه لا حرف نداء. قال بعضهم: وهو الصحيح. وذهب آخرون إلى أنها في كل ذلك حرف نداء والمنادى محذوف. وفضل ابن مالك فقال: إن (يا) إذا وليها أمر أو دعاء فهي حرف نداء، والمنادى محذوف. وإذا وليها (ليت)، أو (رُبَّ) أو (حبذا) فهي لمجرد التنبيه.
(١) يعني خبر كان مقدرة. والتقدير: يا ليتني أكون فيها جذعًا.
(٢) المشهور في (ليت) رَفْعُ خبرها، وذهب الكسائي إلى جواز نصبه، ونُقل عن الفراء أيضًا. وذهب ابن سلام وجماعة من المتاخرين إلى جواز نصب الخبر مع إن وأخواتها، وخصَّه بعضهم بـ ليت وكأنّ ولعلّ. ومما جاء على ذلك قول ابن المعتز:
مرَّت بنا سَحَرًا طيرٌ فقلتُ لها ... طُوباكِ يا ليتني إياك طُوباكِ
(٣) رجز قائله العجاج. انظر: الكتاب ٢/ ١٤٢، و"طبقات فحول الشعراء" ٦٥، و"المغني" ٣١٦، و"الموشح" ٢١٧، و"البحر" ٤/ ٤٤٤، و"الهمع" ١/ ١٣٤، و"الخزانة" ٤/ ٢٩٠. ومثله قول الشاعر:
ليت الشبابَ هو الرَّجيعَ على الفتى ... والشَّيبَ كان هو البدئ الأوَّلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>