للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

معنى المفأجاة، وتحتاج إلى جواب ليتمَّ به المعنى، كما ستعلمه. (إذ) للمفاجأة (١) وهل هي ظرف زمان، أو مكان، أو حرف للفاجأة، أو حرف زائد مؤكد، أقوال (٢). وعلى الظرفية قال ابن جني (٣): عاملها الفعل الذي بعدها؛ لأنها غير مضافة، وعامل بينا محذوف يفسره الفعل المذكور، وقال الشلوبين: إذ مضافة للجملة ولا يعمل فيها الفعل بعدها؛ لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف، ولا في بينا؛ لأن المضاف إليه، لا يعمل فيما قبل المضاف، بل عاملها محذوف يدل عليه الكلام والمعنى أن في أثناء أوقات المشي فاجأني السماع.

(جالس) بالرفع خبر المبتدأ، وهو الملك، ورواه مسلم (٤) بالنصب حالًا من الملك، والخبر محذوف أي: شاهدٌ أو حاضرٌ. (على كرسيٍّ) بضم الكاف وقد تكسر. (فَرُعِبْتُ) بضم الراء وكسر العين، وفي رواية: بفتح الراء وضم العين أي: فزعتُ.

(زَمِّلُوني زملوني) بالتكرار في أكثر النسخ، وفي بعضها مرة،


(١) لا تكون (إذ) للمفاجأة إلا بعد بينا أو بينما. وقد اختلف النحاة فيها على أقوال ذكرها المصنف.
(٢) انظر هذه الأقوال في "الجنى الداني" ١٨٩ - ١٩٠.
(٣) هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي اللغوي، له مصنفات في علوم النحو أبدع فيها وأحسن منها: "التلقين"، و"اللمع والتعاقب في العربية وشرح القوافي"، و"المذكر والمؤنث"، و"سر الصناعة"، و"الخصائص" وغيره. وذكر ابن جني بغداد ودرّس بها وأقرأ حتى مات في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. انظر: "تاريخ بغداد" ١١/ ٣١٣، "النجوم الزاهرة" ٤/ ٢٠٤، "اللباب" ١/ ٢٤٣، "شذرات الذهب" ٣/ ١٤٠ - ١٤١.
(٤) انظر: "صحيح مسلم" (١٦١) كتاب: الإيمان، باب: بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>