للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(بكى) أي: موسى. (فقيل) له (ما أبكاك) إلى آخره، لا إشكال في بكائه، ولا في قوله: (هذا الغلام) لأن بكاءه لم يكن على معنى الحسد والمنافسة فيما أعطيه محمد - صلى الله عليه وسلم - من الكرامة، بل شفقةً على أمته؛ لنقص حظهم أو عددهم عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقوله: (هذا الغلام) لم يكن على معنى الإذراء والاستصغار لشأنه، بل على تعظيم منَّة الله تعالى عليه بما أناله من النعم، وأتحفه من الكرامة من غير طول عمر أفناه مجتهدًا في طاعته، والعرب تسمي المستجمع السن غلامًا ما دام فيه بقية من القوة، وذلك مشهور في لغتهم. (ونعم المجيء جاء) في نسخة: ولنعم المجي جاء". (فأتيت على إدريس فسلمت) أي: "عليه" كما في نسخة.

(مرحبا) أي: لقيت رحبًا وسعة. (بك) ساقط من نسخة، وما ذكره هنا من أنه رأى إبراهيم في السابعة، لا ينافي ما مَرَّ في الصلاة؛ من أنه رآه في السادسة (١)؛ لتعدد الإسراء، أو لأنه رآه في السادسة: ثم ارتقى هو أيضًا إلى السابعة، وكذا اختلف في موسى أهو في السادسة، أو السابعة؟ والجواب واحد. (لم يعودوا) في نسخة: "لم يعيدوا". (آخر ما عليهم) بالنصب على الظرفية، وبالرفع بتقدير ذلك آخر ما عليه من دخوله. (ورفعت لي سدرة المنتهى) أي: كشفت لي وقربت مني السدرة التي ينتهي إليها ما يهبط من فوقها، وما يصعد من تحتها من أمر الله. (كأنه آذان الفيول) أي: في الشكل لا في المقدار، (أما الباطنان ففي الجنة) قيل: هما السلسبيل والكوثر (٢) (الفرات) أي: الذي بالعراق.


(١) سبق برقم (٣٤٩) كتاب: الصلاة، باب: كيف فرضت الصلاة.
(٢) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" ص ٢٦ (٢٢) كتاب: الإيمان، باب: ما جاء في الإسراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>