للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المرأة في المضجع، وغير ذلك.

ومناسبة ذكر الهجرة هنا أنها من قاعدة الأعمال بالنية. وفاء فهجرته: داخلة في جواب (مَن) إن قدرت شرطية وفي خبرها إن قدرت موصولة لتضمنها معنى الشرط، لكن الشرط والجزاء، والمبتدأ والخبر لا بد من تغايرهما وظاهر الكلام هنا اتحادهما، فلا بد من تأويل للتغاير فقيل: تقديره فيما سقط من الحديث.

(فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله) نيةً وقصدًا. (فهجرته إلى الله ورسوله) شرعًا وحكمًا، وقيل: حذف من الثاني الخبر أي: فهجرته إلى الله ورسوله مقبولة، أو صحيحة، وقيل: التقدير فيه: فله ثواب مَنْ هاجر إلى الله ورسوله فأقيم السبب مقام المسبب، وقيل: التقدير فيه: ما عُهد في الذهن.

وفي الأول: المشخص في الخارج مثل أنا أبو النجم وشعري شعري (١)، أي: شعري الذي سمعتموه هو شعري، أي: [المستقر] (٢) المعهود في الأذهان، ثم ما ظاهره الاتحاد يقصد به المبالغة إما في التعظيم، كما في قوله: (ومن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)، وإما في التحقير، كما في قوله: (ومن كانت هجرته إلى


(١) هذا رَجَزٌ منسوب لأبي النجم في "الخصائص" ٣/ ٣٣٧، و"شرح المفصل" ١/ ٩٨، و"شرح التسهيل" لابن مالك ٤/ ٣٠١، و"المساعد" ١/ ٢٢٥، و"شفاء العليل" ١/ ٢٨٦، و"الخزانة" ١/ ٤٣٩، ٨/ ٣٠٧، ٢/ ٤١٩، وبلا نسبة في "الكامل" للمبرد ١/ ٤٤، و"المستوفى" لابن فرُّخان ١/ ١٩٩، و"شرح الكافية" ١/ ٢٢٥، ٣٢٥، و"تذكرة النحاة" ٣١٩.
(٢) في (م) [المشتهر].

<<  <  ج: ص:  >  >>