للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كغيره إلى جده الأصليِّ؛ لشهرته به. (ابن الزبير) بالتصغير.

(أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة) رواه في التفسير: "الصادقة" (١)، والمراد منهما: الرؤيا التي لا ضغث فيها، ومِنْ (٢): للتبعيض، ولبيان الجنس، والرؤيا: مصدر كرجعى، وتختص بالمنام عند كثير، كاختصاص الرائي بالقلب، والرؤية بالعين.

وفيه: أن رؤيا النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وحيٌّ، فوصفها بالصالحة للإيضاح؛ لأن غيرها يُسمَّى حلمًا، كما ورد: "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان" (٣) وإن قيل: الرؤبا أعم من الوحي فيكون الوصف للتخصيص أي: لا السيئة، أو لا الكاذبة، المسمى ذلك بأضغاث أحلام. وصلاحها إما باعتبار صورتها، أو تعبيرها وذلك بأن يُلقِي الله تعالى في قلب النائم الأشياء، كما يخلقها في قلب اليقظان، فتكون في اليقظة، كما في المنام، وتكون علامة على أمور أخرى، كالغيم علامة للمطر، وكانت مدة الرؤيا سنة. انتهى.


(١) ستأتي برقم (٤٩٥٣) كتاب: التفسير، تفسير سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}.
(٢) التبعيض وبيان الجنس معنيان من معاني (من) والمعنى الأصلي لها: ابتداء الغاية في الزمان والمكان، نحو: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} و {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} وتكون (من) أيضًا لانتهاء الغاية (بمعنى: إلى) وللبدل، وللاستعلاء (بمعنى: على) وبمعنى الباء، وللتعليل وللمجاوزة (بمعنى: عن) وللظرفية (بمعنى: في) و (بمعنى: عند)، وللفصل. وأكثر هذه المعاني فيها خلاف بين النحاة، يجيزها بعضهم وينكرها آخرون.
(٣) سيأتي برقم (٣٢٩٢) كتاب: بدأ الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده ورواه مسلم (٢٢٦١) أول كتاب: الرؤيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>