للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقل المروذي وحرب: أنها أربعة عشر، وهو اختيار الخرقي، وهو أصح، والخلاف في سجدة (ص).

فإن قلنا: إنها من عزائم السجود فوجهه أن من يقول: إنها سجدة شكر يعلقها بالتلاوة، وكل سجدة تعلقت بالتلاوة فإنها من سجدات التلاوة. دليله سائر سجدات القرآن.

وإن قلنا ليست من عزائمه فوجهه ما روى أبو سعيد الخدري، قال: قرأ رسول الله سجدة (ص) على المنبر فنزل فسجد وسجد الناس ثم قرأها ثانية فتهيأ الناس للسجود، فنزل فسجد وسجد الناس معه، ثم قال: لم أرد أن أسجد لأنها توبة نبي، فلما رأيتكم قد تشرفتم سجدت (١).

[متابعة المصلي لمن يقرأ خارج الصلاة في سجود التلاوة]

٥٨ - مسألة: واختلفت إذا سمع السجدة من القارئ وهو في الصلاة هل يجوز له أن يسجد؟ فنقل يوسف بن موسى وأحمد بن الحسين: إذا سمع السجدة وهو في صلاة فأحب إلي أن يسجد، ولو كان في غير صلاة فليس عليه. فظاهر هذا أنه قد استحب له ذلك، لأنه قاصد إلى الاستماع، فأشبه لو سمعها من إمامه أو سمعها وهو خارج الصلاة. ونقل محمد بن الحكم: إذا سمع السجدة فلا يسجد أخشى أن تفسد صلاته عليه، وكذلك روى عبد الله قال: لا يدخل في صلاته ما ليس معها، وهو اختيار أبي بكر، وهذا أصح، لأن سبب السجود هو التلاوة، ولم يوجد ذلك السبب في الصلاة فلم يجز السجود، أصله سجود الشكر.


(١) أخرجه البخاري في سجود القرآن باب سجدة (ص) عن ابن عباس أنه قال: (ص) ليس من عزائم السجود، وقد رأيت النبي سجد فيها) ١/ ١٨٩ وأبو داود في كتاب الصلاة باب السجود في (ص) ٢/ ١٢٤ حديث ١٤١٠ بنحو لفظ المؤلف - والترمذي عن ابن عباس بلفظ: (رأيت رسول الله يسجد في (ص). قال ابن عباس: (وليس من عزائم السجود).
وسنن الترمذي كتاب الصلاة باب السجود في (ص) ٢/ ٤٥ حديث ٥٧٤.
والنسائي عن ابن عباس بلفظ الترمذي دون قوله (وليس من عزائم السجود). وسنن النَّسَائِي كتاب الافتتاح باب سجود القرآن - السجود في (ص) ٢/ ١٥٩، والدارمي في كتاب الصلاة باب السجود في (ص) ١/ ٣٤٢ بقريب من لفظ المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>