الطهارة واجبة في الطواف فكان عليه الدم كترك واجب إلا أن هذا الوجوب ليس بشرط في صحة الطواف كما أن الرمي والمبيت بالمزدلفة واجب وليس بشرط.
[فساد الطواف بالحدث]
١٦ - مسألة: واختلفت إذا أحدث في أثناء الطواف، وقلنا: إن الطهارة شرط هل يبنى أم يبتدئ؟
فنقل حرب (١): يبتدئ وهو اختيار الخرقي.
ونقل حنبل عنه أنه ذكر قول عطاء: إذا لم يحدث عملًا غير الوضوء بنى ولم يستقبل الطواف، وإن أحدث عملًا غير الوضوء استقبل، فظاهر هذا أنه يبني والمسألة مبنية على اختلاف الروايات في الحدث في الصلاة، وقد ذكرنا في ذلك ثلاث روايات كذلك ها هنا.
الطواف راكبًا:
١٧ - مسألة: واختلف أصحابنا إذا طاف راكبًا من غير علة هل يجزئه؟
فنقل حنبل عنه: لا يطوف راكبًا، والنبي ﷺ إنما طاف راكبًا ليراه الناس، فظاهر هذا المنع من جواز الطواف راكبًا وهو اختيار الخرقي ﵀، لأنه قال: ومن طاف وسعى محمولًا لعله أجزأه فظاهر هذا أنه إذا كان لغير علة لم يجزئه لأنها عبادة تخص بالبيت فلم يصح فعلها على الراحلة مع القدرة، دليله الصلاة، ولأن المشي هو نفس الطواف فإذا أحل به مع القدرة عليه فلم يأت به.
وقال أبو بكر: يجوز الطواف راكبًا وماشيًا صحيحًا ومريضًا لأنه ركن من أركان الحج فصح فعله راكبًا دليله الوقوف والسعي.