للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان لي مبيت ولا مأوى على عهد رسول الله إلا المسجد (١). وروى طرفة (٢) الغفاري وكان من أصحاب الصفة قال رسول الله : إن شئتم نتم عندنا، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد فنمتم فيه فقلنا: بل ننطلق إلى المسجد (٣). ووجه الثانية وإنه مكروه ما روي عن ابن عباس أنه قال: أما أن نجعله مبيتًا ومقيلًا، فلا (٤)، وروي عن مجاهد ان عبد الله كان لا يرى أحدًا ينام في المسجد إلا أخرجه، وفي لفظ آخر: رأيت ابن مسعود يعس المسجد ليلًا فلا يدع سوادًا إلا أخرجه إلا رجلًا يصلى (٥). ومن ينصر هذه الرواية يجيب عما يحتج به القائل الأول بأن ذلك كان في صدر الإسلام، وكان بالمنازل قلة وضيق. فلهذا أنزلهم النبي المسجد. وكان يقيل فيها بعض الصحابة ثم اتسع عليهم فزال ذلك بدليل ما رويناه عن ابن عباس وابن مسعود، ولم أجد نصًا صريحًا عن النبي بالنهي عن ذلك.

[سجود المأمومين للسهو إذا تركه الإمام]

٦٧ - مسألة: واختلفت إذا سها الإمام فلم يسجد هل يسجد المأمومون؟

فنقل المروذي أنهم يسجدون لأن سهو الإمام يدخل به النقص على صلاته وصلاة المأمومين لأن صلاة المأموم تكمل بصلاة الإمام فنقصت بنقصانها، فإذا ترك الإمام إكمال صلاته لزم المأموم إكمال صلاة نفسه كما لو تركا معًا سجدة من نفس الصلاة.


(١) أخرجه الإمام أحمد في أبواب المساجد باب ما يباح فعله في المسجد ٣/ ٧١/ ٣٤٩ بلفظ (ما كان لي مبيت ولا مأوى على عهد رسول الله إلا في المسجد).
(٢) هكذا في المخطوطة والصواب طخفة كما في سنن ابن ماجه في الحديث المذكور.
(٣) سنن ابن ماجه كتاب المساجد باب النوم في المسجد ١/ ٢٤٨ حديث ٧٥٢ بنحو لفظ المؤلف.
(٤) مصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٨٥.
(٥) أخرجه الهيثمي عن أبي عمرو الشيباني قال: (كان ابن مسعود يعس في المسجد فلا يجد سودا إلا أخرجه إلا مصليًا).
قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون.
الزوائد كتاب الصلاة باب فيمن يدخل المسجد لغير صلاة ٢/ ٢٤. وابن أبي شيبة ٢/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>