للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظل أبو يعلى على منصبه في القضاء إلى أن توفي (١).

[وفاته]

بعد حياة حافلة بالعلم والعمل ونشر العلم بالتدريس والفتوى والكتابة والتأليف، توفي القاضي أبو يعلى بمدينة بغداد وذلك ليلة الاثنين التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام ٤٥٨ ثمان وخمسين وأربعمائة هجرية وصلى عليه ابنه أبو القاسم يوم الاثنين بجامع المنصور (٢) وقبر بمقبرة حرب (٣) وقد عطلت الأسواق واجتمع في جنازته جمع لم ير مثله، وحضره القضاة والأعيان وأرباب الدولة وجماعة الفقهاء والشهود وكان قد أوصى أن يغسله الشريف أبو جعفر وأن يكفن بثلاثة أثواب وألا يدفن معه إلا ما غزله لنفسه من الأكفان وألا يخرق عليه ثوب ولا يقعد لعزاء (٤).

[رثاء الناس له]

لقد عظم المصاب بموته، وعمت الفاجعة وأحدثت وفاته فجوة عظيمة وفراغًا كبيرًا عند طلاب العلم خصوصًا طلابه الذين ذاقوا مشربه وتعودوا أن ينهلوا من موارده الغزيرة وينابيعه العذبة الصافية.

قال تلميذه علي بن أخي نصر يصف عظيم المصيبة التي أصابته هو وغيره من طلاب العلم بموت شيخه (٥):

أسف دائم وحزن مقيم … لمصاب به الهدى مهدوم

مات نجل الفراء أم رجت الأر … ض أم البدر كاسف والنجوم

لهف نفسي على إمام حوى الفض … ل وهو بالمشكلات عليم

خلق طاهر ووجه منير … وطريق إلى الهدى مستقيم


(١) طبقات الحنابلة ٢٠٠٢.
(٢) طبقات الحنابلة ٢/ ٢١٦.
(٣) تاريخ بغداد ٢/ ٢٥٩ والمنتظم ٨/ ٢٤٤.
(٤) المنتظم ٨/ ٢٤٤.
(٥) طبقات الحنابلة ٢/ ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>