كان للدين عدة ولأهل الدي … ن عدة في النائبات خل حميم
من يكن للدرس بعدك أم … من لجدال المخالفين يقوم
من لفهم الحديث والطرق يس … توضح منه صحيحه والسقيم
من لفصل القضاء إن أشكل الحك … م وضجت بالنازلات الخصوم
درست بعده المدارس فالعل … م طريد وحبله مصروم
وهكذا يذهب الزمان ويفنى العل … م فيه ويجهل المعلوم
إنَّ قبرًا حواك أيها الطو … د عجيب رحب الفناء عظيم
إن يكن شخصه محته يد الده … ر فذكراه في الدهور مقيم
فنحيا بذكره كل وقت … ومحيا هـ في التراب رميم
آمري بالسلو مهلًا ففي القل … ب غرام مبرح ما يريم
كلما رمت سلوة هيج الحز … ن صنيع له وفعل كريم
غير أن القضاء جار على الخلق … قضاء من ربهم محتوم
فعلى الشامتين خزى مقيم … وعليه الصلاة والتسليم
ورثاه محمد بن المسبح (١) فقال:
مات السدي والندى والمجد والكرم … والعالم ليقظ المستبصر العلم
مات الإمام أبو يعلى الذي ندبت … لفقده الكعبة الغراء والحرم
أيها العالم الحر الذي كسفت … شمس الهدى بعده بل عادها الظلم
لولاك ما كان للدنيا وساكنها … معنى ولا عرفت طرق الهدى الأمم
ولا روى عن رسول الله مأثرة … ولا قضى بصحيح غير فيك فم
لم يبلغ الحنبلي الحبر مرتبة … إلا على رأسها من جسمك القدم
أوضحت سبل الهدى من بعدما درست … عن الورى فقدتك العرب والعجم
مادت بنا الأرض وارتجَّت بساكنها … لما قبرت وكاد الدين ينهدم
(١) المرجع السابق ٢/ ٢٢١ وفي الأبيات مغالاة واضحة لا تجوز.