للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنقل الجماعة منهم عبد الله، ومهنا، وإسحق بن إبراهيم، وابن مشيش، وحنبل، وأبو طالب، أن قراءتها تستحب في الصلاة، وإن سها أن يقرأها أجزأته صلاته، وهذا يدل على أنها ليست آية من الفاتحة، وقال في رواية يعقوب بن بختان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم كما في المصحف فإن لم يقرأ لم تفسد صلاته، ولكن ينبغي أن يقرأها. وهذا يدل على أنها ليست بآية منها. لأن موضع الآي يجري مجرى الآي نفسها، بدليل أن من رام إثبات آية في موضع من القرآن كمن رام اثبات آية في القرآن، وأجمعنا على أن إثبات آية في القرآن لا يكون إلا بأخبار متواترة، كذلك مواضع الآي يجب أن تجري ذلك المجرى وليس ههنا خبر متواتر يدل على أنها من فاتحة الكتاب ولا من كل سورة، ونقل أبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن إبراهيم الكوفي: أنها إحدى آياتها لما روى أبو هريرة عن النبي أنه قال: الحمد سبع آيات. إحدى آياتها بسم الله الرحمن الرحيم (١).

[الجمع بين السور في الركعة الواحدة]

١٧ - مسألة: مسألة واختلفت هل يكره أن يجمع بين السورتين في ركعة واحدة (٢).

فنقل عبد الله في الرجل يقرأ السورتين في كل ركعة من الظهر والعصر لا بأس به، لما روى ابن شبرمة أن ابن عمر كان يقرأ عشر سور في كل ركعة (٣). وروى أبو وائل عن عبيد الله أن النبي ما كان يقرأ سورتين في كل ركعة (٤).


(١) أخرجه البيهقي في كتاب الصلاة باب الدليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية تامة من الفاتحة ٢/ ٤٥، والزيلعي في نصب الراية ١/ ٣٤٣.
(٢) في (أ): (في كل ركعة واحدة)، وهو خطأ.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة - باب قراءة السور في الركعة ٢/ ١٤٩ - حديث ٢٨٥٤ عن محمد بن سيرين، عن بن عمر أنه كان يقرأ بعشر سور في ركعة. وابن أبي شيبة عن ابن سيرين عن بن عمر: أنه كان يقرأ في الركعة بعشر سور وأكثر وأقل.
(٤) أخرجه البخاري في الصلاة باب الجمع بين السورتين في الركعة ١/ ١٤١، ومسلم في صلاة المسافر باب ترتيل القراءة ١/ ٥٦٣ حديث ٨٢٢، والبيهقي في الصلاة باب الجمع بين سورتين في ركعة ٢/ ٦٠، وابن خزيمة في الصلاة باب قراءة السورتين في الركعة الواحدة ١/ ٢٦٩ - حديث ٥٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>