للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله له بالجنة فقال: "أعنى بكثرة السجود (١) ". وروى عبد الله بن عمر أن رجلًا سأل النبي أي الصلاة أفضل؟ فقال: "طول القنوت (٢) ".

[تفضيل المسجد القريب على البعيد إذا لزم من تركه انحلال جماعته]

٩٦ - مسألة: واختلفت إذا كان في جواره مسجدان عتيقان: أحدهما أقرب من الآخر هل الأفضل أن يصلي في القريب أم في البعيد؟

فنقل عنه صالح في الرجل يفوته في مسجده تكبيرة الإحرام هل يذهب إلى مسجد آخر يلحق فيه أول تكبيرة. قال: لا يجوز مسجده. وقيل له إذا كان مسجده لا يصلي معه فيه الظهر والعصر أحد ويصلي معه المغرب والعشاء والغداة هل يصلي في مسجده؟ أم يصلي في مسجد آخر؟ قال: يصلي في مسجده.

وظاهر هذا أن القريب أفضل من البعيد، وهذه الرواية محمولة على أنه إذا تجاوز المسجد القريب انحلت الجماعة عنه وانقطعت، فالأفضل الصلاة فيه لأن الصلاة فيه عمارة له وفي تركها خراب له، وقد روى ابن عمر عن النبي


(١) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين - باب فضل السجود والحث عليه ١/ ٣٥٣ حديث ٤٨٩، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في كثرة السجود ١/ ٤٥٧ حديث ١٤٢٢ عن أبي فاطمة قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل استقيم عليه وأعمله، قال: (عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة)، وأبو داود في كتاب الصلاة باب وقت قيام النبي من الليل ١/ ٧٨ حديث ١٣٢٠ (عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: (كنت أبيت عند النبي آتيته بوضوئه وبحاجته، فقال: (سلني) فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: (أو غير ذلك) قلت: هو ذاك، قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود).
والنسائي في كتاب الافتتاح باب فضل السجود ٢/ ٢٢٧ بلفظ أبي داود.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين - باب أفضل الصلاة القنوت ١/ ٥٢٠ حديث ٧٥٦.
وأبو داود في كتاب الصلاة - باب طول القيام ٢/ ١٣٦ حديث ١٤٤٩.
وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في طول القيام ١/ ٤٥٦ - حديث ١٤٢١.
وابن خزيمة في كتاب الصلاة باب طول القيام في صلاة الليل وغيره ٢/ ١٨٦ حديث ١١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>