للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال فيه ابن الجوزي:

"… وجمع الإمامة والعفة والصدق وحسن الخلق والتعبد والتقشف والخضوع وحسن السمت والصمت عما لا يعني" (١).

[أعماله]

قضى معظم عمره في التدريس والإملاء والقراءة والتأليف. وكان زاهدًا في أعمال الدولة ومناصبها، فلم يتول منها غير القضاء في آخر عمره بعد إلحاح شديد وبشروط اشترطها لنفسه كما سيأتي.

[توليه التدريس]

كان الشيخ أبو عبد الله الحسن بن حامد هو الذي يقوم بتدريس الفقه والأصول على مذهب الإمام أحمد في وقت أبي يعلى، فقصده وتتلمذ عليه كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

ولما أراد الشيخ ابن حامد أن يحج عام ٤٠٢ اثنتين وأربعمائة سئل عمن يتولى التدريس أثناء غيابه فأشار إلى القاضي أبي يعلى، وقال: هذا الفتى (٢).

ولما رجع ابن حامد من الحج توفى في الطريق وذلك عام ٤٠٣ ثلاث وأربعمائة (٣) فتولى أبو يعلى التدريس والإفتاء مكانه في جامع المنصور على كرسي عبد الله أحمد (٤).

وفي عام ٤١٤ أربع عشرة وأربعمائة سافر إلى مكة لأداء فريضة الحج ثم عاد - بعد رجوعه - إلى مواصلة التدريس والتأليف والإفتاء (٥) فذاع صيته وانتشرت أخباره وازدحم الناس عليه يسمعون منه ويسألون عما يشكل عليهم، ويقرأون عليه ويكتبون عنه، وقد نقلت عند ذكر مكانته العلمية عن ابنه


(١) المنتظم ٨/ ٢٤٣ و ٢٤٤.
(٢) طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٥.
(٣) شذرات الذهب ٣/ ١٦٦ والمنتظم ٧/ ٢٦٧ وطبقات الحنابلة ٢/ ١٩٦.
(٤) طبقات الحنابلة ٢/ ٢٠٠.
(٥) طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>