للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليمين كانت يمينًا كذلك في العهد والميثاق ويخرج أن يكون يمينًا وإن لم ينو بها كما قلنا في: أقسم وأشهد هل يكون يمينًا وإن لم ينو اليمين؟ على روايتين، كذلك ها هنا.

فالدلالة على أنه يمين إذا وصله بذكر الله وإن لم ينو اليمين أن العهد قد ثبت له عرف الشرع والاستعمال، فروي أن عائشة ﵂ حلفت بالعهد أن لا تكلم ابن الزبير فلما كلمته أعتقت أربعين رقبة، وكانت تقول بعد ذلك واعهداه (١) ولأنه لفظ موضوع لليمين بدليل أنه إذا نوى به اليمين كان يمينًا وإذا أخرجه مخرج التأكيد للخبر وجب أن يكون يمينًا كقوله: والله ولأن الأمانة إذا أضيفت إلى الله صارت من صفات ذاته ألا ترى أنه لا يصح أن يوصف بضدها فيجب أن يكون يمينًا كقوله: وقدرة الله، وجلاله، وعظمته.

وأما إذا أطلقت الأمانة والعهد والميثاق، فإن قلنا يكون يمينًا فوجهه أنه يحتمل اليمين بدليل أنه إذا نوى به اليمين كان يمينًا، فإذا أخرجه مخرج التأكيد للخبر كان يمينًا كما لو قال والله لأفعلن كذا وكذا، وإذا قلنا لا يكون يمينًا فوجهه أن الأمانة، والعهد والميثاق، هي الفرائض فيحتمل قوله على العهد بمعنى على فرائضه، وكذلك قوله: والأمانة لا فعلت يحتمل وحقوقه علي لا فعلت هذا ويبين صحة هذا قوله تعالى: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال .. (٢) ".

وأراد الإيمان والشرائع وكذلك قال سعيد بن المسيب: "الأمانة في هذا الموضع الفرائض" وإذا كانت تحتمل لم يحكم بصحة اليمين بأمر محتمل.

من قال أعزم بالله وايم الله ولم ينو يمينًا:

٧ - المسألة: فإن قال: لعمري أو أعزم لم يكن يمينًا نوى اليمين أو لم ينوه رواية واحدة، لأن هذا اللفظ لم يثبت له عرف الشرع، ولا عرف استعمال فإن قال: أعزم بالله ولعمرو الله، وايم الله، ونوى به اليمين كان يمينًا وإن لم ينو به اليمين فهل يكون يمينًا أم لا؟


(١) مصنف عبد الرزاق كتاب الأيمان والنذور ٨/ ٤٤٤ رقم ١٥٨٥١ والسنن الكبرى للبيهقي - كتاب الحجر باب الحجر على البالغين ٦/ ٦٢
(٢) سورة الأحزاب ٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>