للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر). (١). ولأننا لو قلنا: يسقط السعي أدى ذلك إلى خراب المساجد وإسقاط حرمتها. ونقل صالح قال: كان أبي والعباس والعنبري وعلي بن المديني يكتبون عن ابن أبي الليث صاحب الأشجع (٢) فصلوا جماعة في البيت ولم يخرجوا إلى المسجد وقد سمعوا النداء فقيل له: ألا تخرج؟ فقال: نحن جماعة.

قال صالح كنت مع أبي حين صلى ولم يكن يخاف شيئًا. فظاهر هذا أنه يسقط عنه فرض السعي بذلك. لأن جماعة من الصحابة كانت تصلي في بيوتها (٣) وروي عن أبي أنه أتى النبي فقال: صل في بيتي لنتخذه


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب التشديد في ترك الجماعة ١/ ٣٧٣ - حديث ٥٥١ عن ابن عباس قال: (من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر .. لم تقبل منه الصلاة التي صلى).
الدارقطني في كتاب الصلاة باب الحث الجار المسجد على الصلاة فيه ١/ ٤٢٠ حديث ٤ عن ابن عباس أن النبي قال: (من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له إلا من عذر).
وعبد الرزاق في كتاب الصلاة باب من سمع النداء ١/ ٤٩٧ حديث ١٩١٤ عن علي وابن عباس موقوفًا عليهما: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له) قال ابن عباس: إلا من علة، أو عذر.
وابن ماجه عن ابن عباس مرفوعًا: (من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر) سنن ابن ماجه كتاب المساجد والجماعات باب التغليظ في التخلف عن الجماعة: ١/ ٢٦٠ حديث ٥٩٣. والبيهقي في الصلاة باب ترك الجماعة بعذر المرض ٣/ ٧٥ عن ابن عباس مرفوعًا.
(٢) كذا في المخطوطة، والصواب الأشجعي، فإنه الذي روى عنه ابن أبي الليث كما في تاريخ بغداد ٦/ ١٩١.
(٣) من ذلك الحديث الآتي في صلاة الرسول في موضع في بيت عتبان بن مالك ليتخذه مسجدًا يصلي فيه.
وما روى البيهقي عن أبي نضرة أن عبد الله بن مسعود، وحذيفة وأبا ذر زاروا أبا سعيد مولى الأنصار، فلما حضرت الصلاة صلوا في بيته، السنن الكبرى كتاب الصلاة - باب من جمع في بيته ٣/ ٦٧.
وما روى الهيثمي عن عبد الله بن حنظلة أن ناسًا من أصحاب النبي صلوا في بيت قيس بن سعد بن عبادة.
وعن إبراهيم: أن أبا موسى الأشعري، وعبد الله بن مسعود صليا في بيت أبي موسى.
وعن علقمة مثله - مجمع الزوائد ٢/ ٦٥ و ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>