للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الإنكار عليه في ترك طلب الماء. وجه الأولى ما روى أبو حفص بإسناده عن قيس بن ثعلبة أنه أتى النبي وهو يخطب ويقول: من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن أغناه الله، ومن يستعفف أو يستغن عنا فهو أحب إلينا (١).

فأخبر أن المستعفف عن المسألة خير وهذا يمنع الإثم، وروى أبو هريرة ، عن النبي قال: "ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، أو التمرة أو التمرتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئًا ولا يفطن بمكانه فيعطي (٢)، وهذا خرج (٣) مخرج المدح ووجه الثانية: انه قادر على ما يحيى به نفسه فهو كما لو وجد طعامًا فلم يأكله حتى مات، والجواب أن ذاك واجد، وذاك غير واجد بل يظن (٤) أنه يعطي.


(١) أخرجه أحمد - الفتح الرباني - كتاب الزكاة باب التعفف المسألة وفضل ذلك ٩/ ١١١ حديث ١٦٠.
وتقدم تخريجه في نفس المسألة عند قوله : (ومن يستعفف أو يستغن عنا فهو أحب إلينا).
(٢) أخرجه البخاري - كتاب الزكاة - باب قول الله تعالى: (لا يسألون الناس إلحافًا) ١/ ٢٥٨ ومسلم - في الزكاة - باب المسكين الذي لا يجد غنى ٢/ ٧١٩ حديث ١٠٣٩.
وأبو داود - كتاب الزكاة - باب من يعطي من الصدقة وحد الغني ٢/ ٢٨٣ حديث ١٦٣١.
وابن خزيمة - كتاب الزكاة - باب ذكر صفة المسلمين الذين أمر الله بإعا طائهم من الصدقة ٤/ ٦٦ حديث ٢٣٦٣.
والنسائي في الزكاة - باب تفسير المسكين ٥/ ٨٤.
(٣) في (ب): (خارج مخرج المدح).
(٤) في (ب): (بل طان).

<<  <  ج: ص:  >  >>