للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو خير البشر، وتربته أفضل الترب، ولأن فرض الهجرة إليها يوجب كون المقام بها طاعة وقربة، والمقام بغيرها ذنبًا ومعصية فدل على فضلها، وإذا قلنا: مكة أفضل، وهو الأصح فوجهه ما روى ابن عباس قال: خرج رسول الله من مكة ثم التفت إليها وقال: أنت أحب البلاد إلى الله وأنت أحب البلاد إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت (١).

وروي عنه أنه قال: صلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة (٢).

وهذا نص في (أن) ثواب الأعمال في مكة أكثر من ذلك في المدينة ولأنها تختص بأن دخولها لا يجوز بغير إحرام، وأنها محل النسك والهدايا، ويضمن صيدها وشجرها بالجزاء، والمدينة بخلاف ذلك: فدل على فضلها.


(١) تقدم أول المسألة.
(٢) صحيح مسلم - كتاب الحج - باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة ٢/ ١٠١٢ حديث ١٣٩٤.
عن أبي هريرة بلفظ: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف فيما سواه إلا المسجد الحرام".
وصحيح البخاري - صلاة التطوع - باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ١/ ٢٠٦ بلفظ مسلم.
ومصنف عبد الرزاق - كتاب الحج، باب فضل الصلاة في الحرم ٥/ ١٢٠ حديث / ١٩٣١ بلفظ مسلم.
وسنن ابن ماجه - كتاب إقامة الصلاة - باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام، ومسجد النبي ١/ ٤٥٠ حديث / ١٤٠٦.
ومجمع الزوائد - كتاب الحج باب الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي وبيت المقدس ٤/ ٧ عن أبي الدرداء بلفظ "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة".

<<  <  ج: ص:  >  >>