للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليكم القصاص (١). وأيضًا ما روى أبو اليمان عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن أنس بن مالك عن أم حبيبة أن النبي قال: "أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دم بعض وكان ذلك سابقًا الله تعالى فسألت أن يوليني شفاعة (٢) فيهم يوم القيامة ففعل، ومن كانت هذه حاله لا تقبل توبتهم فإن قيل فقد قال أبو زرعة الدمشقي سألت أبا عبد الله عن حديث أبي اليمان يعني هذا الحديث فقال ليس له عن الزهري أصل بتة وأخبرني أنه من حديث شعيب عن (٣) ابن أبي حسين وبلغني أن أبا اليمان حدثهم به وليس له أصل كأنه ذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري قيل: فلم يطعن علي الحديث جملة وإنما منع من أن يكون من حديث الزهري. قال أبو إسحاق: ويدل عليه ما أخبرنا محمد يعني الدقاش قال محمد يعني ابن مطر قال البخاري قال محمد بن بشار: قال محمد بن أبي عدي عن شعبه عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال: "كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين ثم خرج يسأل فأتى راهبًا فسأله فقال له توبة قال: لا فقتله. وجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت فنأى بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تقربي وإلى هذه أن تباعدي، قال: فقيس ما بينها، فوجد إلى هذه أقرب بشبر (٤) فغفر له"


(١) سورة البقرة (١٧٨)
(٢) صحيح مسلم - كتاب الإيمان باب اختيار النبي دعوة الشفاعة لأمته ١/ ١٨٩ حديث ١٩٩ عن أبي هريرة بلفظ: "لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا". والسنن الكبرى للبيهقي كتاب الجنايات باب أصل تحريم القتل ٨/ ١٧ عن أبي هريرة بلفظ: "أن لكل نبي دعوة مستجابة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي فهي مات منهم إن شاء الله لا يشرك بالله شيئًا".
(٣) شعيب لم يرو عن أبي حسين إنما روى عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين كما في ترجمتها.
(٤) صحيح مسلم كتاب التوبة قبول توبة القاتل وإن كثر قتله ٤/ ٣١١٨ حديث ٢٧٦٦، وسنن ابن ماجة، كتاب الديات باب هل لقاتل مؤمن توبة ٢/ ٨٧٤ حديث ٢٦٢٢.
والسنن الكبرى للبيهقي كتاب الجنايات باب أصل تحريم القتل ٨/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>