رفع يديه وهما ينتفضان إلى السماء، وقال: اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك. قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج فافترسه الأسد، وأكله، فلما جاء جعفر البشير خر ساجدا، وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده.
وقال الساجي: كان جعفر بن محمد صدوقا مأمونا إذا حدث عنه الثقات فحديثه مستقيم، وإذا حدث عنه من دونهم اضطرب حديثه.
سمعت ابن المثنى يقول: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن سفيان عن جعفر بشيء، ولا عن غيره عنه بشيء قط، وسمعت يحيى يحدث عنه.
وسمعت بندارا يقول: خط عبد الرحمن بن مهدي على حديث نيف وثمانين شيخا، روى عنهم الثوري منهم جعفر بن محمد، وقال: جعفر بن محمد يقول مرة عن أبيه ومرة عن آبائه.
قال أبو يحيى: وبلغني عن ابن معين أو ابن سعيد أنه قيل له: يقدم مجالدا على جعفر بن محمد؟ فقال: كان جعفر أوثق من مجالد، ومن أين كان له أحاديث جعفر بن محمد، حديث جعفر مستقيم صحيح إذا حدث عنه [ق ٨٠/ ب] الثقات، وإذا حدث عنه حماد بن عيسى ومغيث كاتبه فلا.
قال أبو يحيى: وقال يحيى بن سعيد: لولا جيراني هؤلاء النوفليين أخافهم ما حدثت عنه.
قال أبو يحيى: ومغيث وعلي بن أبي علي اللهبي ونظراؤهما إنما كان جعفر يؤتى من قبلهم.
وروى عن يحيى بن معين قال: يتحدث الناس – والله أعلم - أن جعفر لما دخل على المنصور هو وعبد الله بن حسن بن حسن سأل عبد الله عن ابنه فقال: ما أدري أين هو؟. فأقبل جعفر على أبي جعفر فقال: هذا يزعم أنه مثل أبي قحافة ولي ابنه وهو حي، فأكرم أبو جعفر جعفر بن محمد وحبس عبد الله بن حسن.
ولما ذكره ابن شاهين في «الثقات» قال: عثمان بن أبي شيبة - سئل عنه -: