وزعم المزي أن أبا زرعة الدمشقي ذكره في الطبقة الثالثة، وقد ذكرنا قوله في ترجمة يحيى بن أبي المطاع أنه قال: ذكره أبو زعة في الطبقة الرابعة، وبينا الصواب في ذلك أنه ذكره مجاورا ليحيى بن يحيى هذا في طبقة واحدة وهي الثالثة، ثم إن أبا زرعة لم يذكره في هذه وسكت، إما ذكر شيئا لم يذكره المزي جملة، وهو عامل سليمان وعمر على الموصل، فلو كان المزي نقل من أصل لرآه، ولكنا بينا في غير موضع أن ابن عساكر يذكر هذا وشبهه لغرض له، فيعتقد المزي أنه قد استوفى مقصود ذلك الكتاب، وليس كذلك. والله أعلم.
وفي طبقات «علماء الموصل» لأبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي: يحيى بن يحيى الغساني، ولي الموصل لعمر بن عبد العزيز: الحرب، والخراج، والقضاء، وكان محدثا متفقها فصيحا بليغا، قال: ولاني عمر الموصل، فوجدتها من أكثر بلاد الله تعالى سرفا ونقبا، وكتبت إليه أعلمه حال البلد، وأسأله: آخذ بالظنة فأضربهم على التهمة، أو آخذهم بالبينة وما جرت عليه السنة؟ فكتب إلي: أن خذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة، فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله تعالى. قال يحيى: ففعلت ذلك، فما خرجت من الموصل حتى كانت من أصلح البلاد، وأقلها سرفا وتقبل. روى عنه عبد العزيز بن حصين.
وفي كتاب الصيرفيني: ولد سنة أربع وستين في أيام يزيد، وكان سليمان بن عبد الملك ولاه قضاء الموصل، فلم يزل على القضاء بها حتى ولي عمر بن عبد العزيز، فأقره على الحكم، وعمِّر، ومات بدمشق.
وقال أبو حاتم الرازي: يقال: إنه شرب شربة فشرق بها فمات.
[٥٢٢١ - (ق) يحيى بن يزداد، أبو السقر، ويقال: أبو الصقر الوراق العسكري.]
قال أبو الحسين في كتاب «الطبقات»: روى عن أحمد بن حنبل، وقال أبو بكر الخلال: كان مع أبي عبد الله بالعسكر وعنده جزء مسائل حسان في