وفي قول المزي: روى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وروى عنه أبو مصعب. بيان ذلك في كتاب البخاري وابن أبي حاتم، نظر؛ لأن البخاري لم يذكر أبا مصعب في الرواة عنه، والله تعالى أعلم.
[٤٧٠٧ - المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، أبو هاشم، ويقال: أبو هشام، أخو أبي بكر وإخوته.]
قال البلاذري: كان المغيرة مطعاما للطعام، جوادا، ولما قدم من الكوفة كان يطعم طعاما كثيرا، خاصا وعاما، وكان يأمر فيتخذ له حبيسة تجعل على الأنطاع يأكل منها الراكب، فقال الأقتر في ذلك يذكر الذين كانوا يبارونه:
إليك البحر طم على قريش مغيري ... فقد راع ابن بشر
وراع الجدي جدي التيم ما رأى ... المعروف منه غير مزر
ومن أولاد عقبة قد شغاني ... ورهط الحاطبي ورهط مجر
وابتاع منزل أبي أيوب الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزله من أفلح مولى أبي أيوب بألف دينار، وتحول منه أفلح، فكان المغيرة يمر به فيقول:(فريق في الجنة وفريق في السعير)، فيقول أفلح: فتنتني بالدنانير يا أبا هشام، ثم تصدق المغيرة بها، ودخل داره أعرابي وهو يطعم الناس الثريد على العراق، فلما رآه أعور قال: الدجال والله، وخرج من الدار مبادرا ولم يطعم شيئا، وكان عينه ذهبت بأرض الروم، ولما شخص عن الكوفة قال الشاعر:
ألا يا معشر الأعراب سيروا ... فما بعد المغيرة من مقام
وقال رجل لغلام للمغيرة: على أي شيء نصبتم ثريدكم هذا على العمد؟