وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: نظر عباس العنبري في جزء لي عن صلت بن مسعود فقال لي: يا بني اتقه. قال أبو أحمد: وهذا الذي حكاه عن عباس لم يبلغني عن أحد ولا عن عباس إلا ما حكاه عبدان عنه، ولم أجد لأحد في الصلت كلاما أنه نسبه إلى الضعف، وقد اعتبرت حديثه ورواياته فلم أجد فيه ما يجوز أن أنكره عليه، وهما أخوان صلت وإسماعيل، والصلت أقدم موتا، وهو عندي لا بأس به، وقال: سألت العقيلي عنه فقال: أحاديث وهم فيها إلا أنه ثقة.
[٢٥٢٧ - (مد) الصلت السدوسي مولى سويد بن منجوف تابعي.]
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا «ذبيحة المسلم حلال» روى عنه ثور بن يزيد ذكره ابن حبان في «الثقات» كذا ذكره المزي موهما أنه تابعي، وليس كذلك، وذلك أن البخاري لما ذكره قال: صلت مولى سويد بن منجوف روى عنه ثور بن يزيد منقطع.
وقال ابن أبي حاتم: صلت مولى سويد بن منجوف السدوسي روى عنه ثور بن يزيد سمعت أبي يقول ذلك.
ولما ذكره ابن حبان في «الثقات» ذكره في أتباع التابعين طبقة الذين رووا عن التابعين ووصفه برواية المراسيل، ولم أره مذكورا عند غير هؤلاء فيشبه أن يكون المزي لما رأى قول ابن حبان: يروي المراسيل ظنه أنه من التابعين، وذهل عن الطبقة التي ذكره فيها، وأن قوله: يروي المراسيل ليس هو بتابعي عنده إذ التابعون وأتباعهم يقال لما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير واسطة: مرسلا في اصطلاح جماعة العلماء رحمهم الله تعالى وأيضا فقوله: يروي المراسيل خلاف قوله: مرسل لفرقان ما بينهما في اللفظ والمعني.