فجعل يحيى يبكي ويقول: صدق، من أنا؟ وما أنا؟ وجعل يذم نفسه، وقال يحيى: ما دخلت كنيفا قط إلا ومعي امرأة، وكان يروي عن قوم لا يساوون عنده شيئا، وقال: لو لم أرو [ق ٢٣٧/ب] إلا عمن أرضى ما حدثتكم إلا عن خمسة، وقال عبد الله بن مسلم بن قتيبة: توفي يحيى بن سعيد بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة، وقال يحيى: كان معاذ ينهاني عن الرواية عن عمرو بن عبيد، وأنا لو تركت الرواية عن عمرو لتركتها عن نظرائه: ابن أبي نجيح وغيره، وقال عمرو بن علي: كان يحيى عالما بالفرائض فقيها حسن الفقه، وكان هجيراه إذا سكت ثم تكلم:" إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير "، وكان لا يعجبه القنوت في صلاة الصبح، وكان إذا ذكر النار بكى، وإذا ذكر الجنة بكى، وإذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكى، وإذا ذكر الموت أصابه ألم شديد.
وقال أبو داود: قرئ على يحيى بن سعيد: " إذا زلزلت "، فلما بلغ:" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " شهق فأغمي عليه، فأدخل بيته، فلم ير حتى خرجت جنازته.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: كان أسن من ابن مهدي بنحو عشرين سنة.
وقال العجلي عن أحمد بن حنبل: رواية يحيى بن سعيد عن ابن أبي عروبة بعض في الصحة، وبعض في الاختلاط.
وفي «سؤلات المروزي»: قلت لأبي عبد الله: سمع يحيى من عمر بن عامر شيئا؟ قال: لا أعلم أنه حدث عنه بشيء.
[٥١٣٤ - يحيى بن سعيد العطار، أبو زكريا الأنصاري الشامي.]
قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به.